مهلا أيّها المربّي 4 استراتيجيّة "لماذا؟"
لا يزال الحديث مستمرّا حول خطوات التّربيّة الإيجابيّة،
بعرض مجموعة من الاستراتيجيات التّربويّة المهمّة والتّي ترقى بنا من التربية السّلبيّة إلى التّربيّة الإيجابيّة،
فبعد حديثنا عن استراتيجيّة " والآن" في المقال الأخير، دعونا ننتقل إلى استراتيجيّة أخرى لا تقلّ أهميّة عن سابقاتها، والتّي سمّاها الكاتب بــ :
استراتيجيّة " لماذا؟"، فيا تُرى ما معنى هذه الاستراتيجيّة؟ وعلى ماذا تقوم؟
إنّ هذه الاستراتيجيّة تقوم على الفهم لا على قراءة الأفكار وتأويلها حسب فهمنا وتقديرنا،
فمن الأخطاء الشّائعة في العلاقات الإنسانيّة محاولة البعض استقراء أفكار الغير وتأويلها أو فهمها حسب وجهة نظره الخاصة،
دون أدنى مراعاة لصاحب الفكرة وظروفه، وهذا اعتقادا منه بقدرته على قراءة أفكار الآخرين وفهمها، ولكن في الكثير من الأحيان تجرّنا هذه القراءة إلى سوء تفاهم، ومن بعدها تأزّم العلاقة أكثر، بسبب سوء التقدير في القراءة.
لذلك اقترح الكاتب علينا كَمربّين أن نسلك هذه الاستراتيجيّة، فَبَدَلَ أنْ نُضَيِّعَ الكثير من الوقت في قراءة أفكار أبنائنا، فَنُخْطِئَ الفَهْمَ وَالتَّقْدِيرَ،
ونَجُرَّ أنْفُسنا إلى متاهات نحن في غنًى عنها، يُفَضّلُ مِنَّا أن نطرح على أبنائنا سؤال " لماذا؟"، ونستفسر حين لا نفهم الكثير من الأمور والسّلوكات الصّادرة عنهم،
فبهذا نُجَنِّبُ أنفسنا تضيع الوقت الكثير في قراءة أفكارهم وتأويلها حسب ما نريده وحسب ما نراه فقط، ومن ثمَّ الوقوع في الخطأ وسوء التّقدير، الذي ينجرُّ عنه سلوك طريقة خاطئة في التّربيّة والعلاج.
فحين يرفض الابن مرافقتك لمكان ما أو لزيارة أقارب لك... اسألهُ (لماذ؟) وحاول أن تفهم موانعه، فإمّا أن تُقْنِعَهُ، وإمّا أن تفهمَ مُبرّراته فَتَعْذُرَهُ، وابتعدْ - كلّ البعد- عن تأويل مواقفه وأقواله...
ومن المهمّ جدّا أن تسأل ابنك (لماذا؟) وأنت مبتسمٌ ومُعبّرٌ عن ثقتكَ به، ولست مُشكّكًا أو مُتّهمًا... وتذكّر أنّ لغة الجسد وتعابير الوجه مهمّة جدّا لتكون استراتيجيّة " لماذا؟" فعّالة ومثمرة... وإلاّ كانت عاملاً جديدا في تأزّم الوضع والعلاقة بين الابن والمربّي.
ملخّص من كتاب: استراتيجيات التّربيّة الإيجابيّة، للدّكتور: مصطفى أبو سعد
فعلا إستراتجيات مهمة وواقعية جدا اللهم إجعلنا ممن يقرأ ويطبيق فنحن أمة إقرأ